الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على من بعثه رحمة للعالمين..
قواعد الحلال والحرام..
للحلال والحرام قواعد مقتبسة من الكتاب والسنة، ينبغي أن يعيها المسلمون ويدرسوها، فهي عمل تربوي أخلاقي متكامل، وهي دستور سلوكي مستقيم، لا تجد له ما يناظره أو يقاربه في التراث الحضاري الانساني كله..
القاعدة الأولى.. الأصل في الأشياء الاباحة..
أن الأصل في الأشياء والمنافع الاباحة ،لقوله تعالى..هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا منه..
وقوله تعالى..ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ نعمه ظاهرة وباطنة...وقوله تعالى..وسخر لكم ما في السموات والأرض جميعا منه...
فهذه مائدة الله ونعمته قد مدت للعالمين..وأتيحت للناس أجمعين، لم يحرم منها مؤمنا ولا كافرا..فالجميع يأكلون من مائدة الله، ويتلقون امداداته، غير أن المؤمن يعرف فضل الله عليه ، فيشكره ويعبده..أما الكافرفينكر نعمة الله ويجحدها ، فقد قال الله فيه وفيمن على شاكلته..يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم..
ومن فضل الله وكرمه، أن الطيبات المباحة المتاحة كثيرة لا حصر لها..بينما الخبائث قليلة يمكن حصرها وعدها والاشارة اليها..
القاعدة الثانية.الحلال..حلال الله..والحرام حرامه..
لأنه سبحانه-هو خالق الخلق، ورازقهم ، ومدبرشؤونهم، فكان وحده له حق التحليل والتحريم..
قال تعالى..ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب..
قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا ، قل.آلله أذن لكم أم على الله تفترون..
القاعدة الثالثة..الحلال هو الطيب..والحرام هو الخبيث..
فقد حرم الله الخبيث من..الأقوال -والأفعال -والعقائد..
حيث يقول..قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ،والاثم والبغي بغير حق ، وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون..
فهذه آية جامعة في تحريم جميع الذنوب..
لأن قوله تعالى..الفواحش..و..الاثم..يشتمل على الصغير والكبير،والأفعال القبيحة، والعقود المخالفة للشرع،والأقاويل الفاسدة ، والاعتقادات الباطلة..
ودخل في قوله..ما ظهر منها وما بطن..أفعال الجوارح ،وأفعال القلوب ، والخيانات والمكر والخديعة..
ودخل تحت قوله تعالى ..والبغي..كل ظلم يتعدى الى الغير، فيدخل فيه ما يفعله البغاة والخوارج والحكام اذا انتصروا بغير حق..
ودخل تحت قوله تعالى..وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا...تحريم كل شرك وعبادة لغير الله..
ودخل تحت قوله تعالى..وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون...كل بدعة وضلالة وفتوى بغير حق وشهادة زور..
وقد قال الامام ابن تيمية رحمه الله في كتابه..جواب أهل الايمان.ما نصه..الطيبات التي أباحها الله هي..المطاعم النافعة للعقول والأخلاق..والخبائث هي الضارة للعقول والأخلاق..كما أن الخمرهي .أم الخبائث..لأنها تفسد العقول والأخلاق.فأباح الله الطيبات للمتقين لكي يستعينوا بها على عبادة ربهم التي خلقوا لها ، وحرم عليهم الخبائث التي تضرهم في المقصود الذي خلقوا له..اه
القاعدة الرابعة...ما حرم استعماله ، حرم اتخاذه، كاقتناء آلآت اللهو ، .
ويتفرع على هذه القاعدة قاعدة ثانية وهي..ما حرم أخذه حرم اعطاؤه..
وذلك كبذل المال للحاكم ليبطل به حقا ، وكالربا وأجرة النائحة..
وقاعدة ثالثة متفرعة عنه.وهي...ما حرم فعله حرم طلبه..
هذه بعض قواعد الحلال والحرام ..
وستكون التتممة في الحصص القادمة ان شاء الله فهو ولي ذلك والقادر عليه..
ابو ساجدة...لا تنسوني من صالح دعائكم ، بارك الله فيكم...
اذن فالقاعدة الشاملة لهذا هو ..الحرم لا يقتنى..