خواص الايات والادعية وإنفعالاتهامع الامراض والامزجة @@@

08-26-2017

الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق

والصلاة والسلام على من هدأ الجبل بأمره وبكى الجزع لفقده وأظلته الغمامة بلطف ربه

لاشك بأن تأثير الايات والادعية على الامراض واقع مشاهد ومعاش مع كثير من الحالات التى عايشها الناس أو قرأؤوا قصتها

والمتتبع للطب النبوى وما أورده شيخ الاسلام إبن القيم مما جرى على يده أو على يد شيخه إبن تيميه رحمهم الجليل وجعل أراوحهم مع صفوة عباده يرى العجب العجاب من

عظمة النفع وقزارة علمهم بأحوال المرض وخصائص الايات

جاء فى كتاب الطب النبوى ل إبن القيم

وأمَّا طبُّ الأبدان. فإنه نوعان:

يجب الانتباه للكلمات المظلله فى كلام شيخ الاسلام

نوعٌ قد فطر الله عليه الحيوانَ ناطقَه وبهيمَه؛ فهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة طبيب، كطب الجوع، والعطش، والبرد، والتعب بأضدادها وما يُزيلها.

والثاني. ما يحتاج إلى فكر وتأمل، كدفع الأمراض المتشابهة الحادثة في المزاج، بحيثُ يخرج بها عن الاعتدال، إما إلى حرارة، أو بُرودة، أو يبوسة، أو رطوبة، أو ما يتركب من اثنين منها،

وهي نوعان:

إما مادية، وإما كيفية، أعنى إما أن يكون بانصِبَابِ مادة، أو بحدوث كيفية، والفرقُ بينهما أنَّ أمراضَ الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها، فتزولُ موادها، ويبقى أثرُها كيفية في المزاج.

وأمراض المادة أسبابها معها تمدُّها، وإذا كان سببُ المرض معه، فالنظر في السبب ينبغي أن يقع أولًا، ثم في المرض ثانيًا، ثم في الدواء ثالثًا. أو الأمراض الآلية وهى التي تُخرِجُ العضو عن هيئته، إما في شكل، أو تجويفٍ، أو مجرىً، أو خشونةٍ، أو ملاسةٍ، أو عددٍ، أو عظمٍ، أو وضعٍ، فإن هذه الأعضاء إذا تألَّفت وكان منها البدن سمى تألُّفها اتصالًا، والخروجُ عن الاعتدال فيه يسمى تفرقَ الاتصال، أو الأمراضِ العامة التي تعم المتشابهة والآلية.

والأمراضُ المتشابهة: هي التي يخرُج بها المزاجُ عن الاعتدال، وهذا الخروجُ يسمى مرضًا بعد أن يَضُرَّ بالفعل إضرارًا محسوسًا

كلام رائع وتفصيل فى أصل المزاج وتقلبات المرض

قال تعالى

اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ 23)

نحسب بأن شيخ الاسلام أبحر بعقله وقلبه فى كتاب الله ففتح عليه الوهاب نور العلم والبصيرة هذه الايه أثبتت تفاعل خلايا الجسم مع الايات وعظمته سبحانه

ملحوظه

((( الاستلال بالايه ليست لشيخ الاسلام )))

وهذا التفاعل قد يأتى بالزيادة فى الامر المراد زيادته وقد يأتى بالوقف كما سيأتينا فى كتاب الرعاف والنزيف وقديأتى بالسكون كما فى الاوجاع وقد يأتى بدفع الامر كما فى تعسر الولادة والامساك

وكل بطبعه ومزاجه كما فصل شيخ الاسلام

وبعد هذه المقدمة نقف وقفات مع ماخطه شيخ الاسلام إبن القيم

كتاب للحمـــــــى

هنا تظهر لنا روعة الفكر وإرتباط القلوب بعلام الغيوب ومنزل الداء بحكمته ورافعه بلطفه سبحانه فبدأ بالله سبحانه وأختار آية توافق الداء

إذ أن الحمى من فيح جهنم فوافقت شى من نار الدنيا والتى هى جزء من سبعين
فهى الى البرد أقرب
ثم إنتقل رحمه الله إلى الدعاء والذى هو سلاح الانبياء والمؤمنين
اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل
فأبدع فى تقديم الطلب بحيث أثبت لله تعالى ربوبيته بل وفى أحب ملائكته وأفضلهم
ف جبريل أفضل الملائكة والموكل بالوحى
وميكائيل الموكل بأرزاق الخلائق والعافية من الرزق
واسرافيل نافخ الصور فمنذالخليقة والى النفخ فهذا مقدار حياة العباد فى الدنيا وكأنه يقول يثنى عليه بعظمة خلقك لمخلوقاتك كلها فى الدنيا
ثم أرجع الامر بالشفاء والفضل له سبحانه والثناء عليه بقوله

بحولك وقوتك وجبروتك
يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله في شرحه لهذا الكنز من كنوز الجنة
لا حول ولا قوة إلا بالله

(( فإن المعنى لا تحول للعبد من حال , إلى حال , ولا قوة له على ذلك إلابالله))

قال الإمام النووي رحمه الله : قال العلماء : سبب ذلك أنّها كلمة اسْتسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعْتراف بالإذعان له ، وأنّه لا صانع غيره ، ولا رادّ لأمره ، وأنّ العبد لا يملك شيئاً من الأمر (إنتهى)
فلن ينقلب العبد من السقم إلى الشفاء إلا بأمره سبحانه فتودد له الشيخ بحوله وقوته ثم زاد فى الثناء عليه بجبروته وقهره فى عموم الصفه وتخصيصها هنا بقهر الداء وإبعاده وجبر قلب المريض بلطف شفائه وإسعاد قلبه بتمام العافيه
ثم أعاد إثبات الالوهيه والتى هى من أحب الصفات إلى الله سبحانه بقوله إله الحق

فأردفها ب آمين توكيدا للطلب وإحسان الظن بجميل العطاء

والله تعالى أعلم

ونتوقف هنا وللحديث بقيـــــــــــــــــــــه

فإن أصبت فمن نفسى ومن الشيطان وإن أصبت فبتوفيق الجليل الرحيم

دمتم بألف خير

08-26-2017

جزاك الله خيرا شيخنا على هذا المجهود الطيب و جعله الله في ميزان حسناتك

08-31-2017

جزاك الله خيرا على الموضوع

09-04-2017

بارك الله فيك ونفع بك

08-26-2017	#1
اداري وراقي في منتديات بيت المقدس للرقية الشرعية تاريخ التسجيل: Dec 2013 المشاركات: 1,034 معدل تقييم المستوى: 10	خواص الايات والادعية وإنفعالاتهامع الامراض والامزجة @@@ الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق والصلاة والسلام على من هدأ الجبل بأمره وبكى الجزع لفقده وأظلته الغمامة بلطف ربه لاشك بأن تأثير الايات والادعية على الامراض واقع مشاهد ومعاش مع كثير من الحالات التى عايشها الناس أو قرأؤوا قصتها والمتتبع للطب النبوى وما أورده شيخ الاسلام إبن القيم مما جرى على يده أو على يد شيخه إبن تيميه رحمهم الجليل وجعل أراوحهم مع صفوة عباده يرى العجب العجاب من عظمة النفع وقزارة علمهم بأحوال المرض وخصائص الايات جاء فى كتاب الطب النبوى ل إبن القيم وأمَّا طبُّ الأبدان. فإنه نوعان: يجب الانتباه للكلمات المظلله فى كلام شيخ الاسلام نوعٌ قد فطر الله عليه الحيوانَ ناطقَه وبهيمَه؛ فهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة طبيب، كطب الجوع، والعطش، والبرد، والتعب بأضدادها وما يُزيلها. والثاني. ما يحتاج إلى فكر وتأمل، كدفع الأمراض المتشابهة الحادثة في المزاج، بحيثُ يخرج بها عن الاعتدال، إما إلى حرارة، أو بُرودة، أو يبوسة، أو رطوبة، أو ما يتركب من اثنين منها، وهي نوعان: إما مادية، وإما كيفية، أعنى إما أن يكون بانصِبَابِ مادة، أو بحدوث كيفية، والفرقُ بينهما أنَّ أمراضَ الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها، فتزولُ موادها، ويبقى أثرُها كيفية في المزاج. وأمراض المادة أسبابها معها تمدُّها، وإذا كان سببُ المرض معه، فالنظر في السبب ينبغي أن يقع أولًا، ثم في المرض ثانيًا، ثم في الدواء ثالثًا. أو الأمراض الآلية وهى التي تُخرِجُ العضو عن هيئته، إما في شكل، أو تجويفٍ، أو مجرىً، أو خشونةٍ، أو ملاسةٍ، أو عددٍ، أو عظمٍ، أو وضعٍ، فإن هذه الأعضاء إذا تألَّفت وكان منها البدن سمى تألُّفها اتصالًا، والخروجُ عن الاعتدال فيه يسمى تفرقَ الاتصال، أو الأمراضِ العامة التي تعم المتشابهة والآلية. والأمراضُ المتشابهة: هي التي يخرُج بها المزاجُ عن الاعتدال، وهذا الخروجُ يسمى مرضًا بعد أن يَضُرَّ بالفعل إضرارًا محسوسًا كلام رائع وتفصيل فى أصل المزاج وتقلبات المرض قال تعالى اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ 23) نحسب بأن شيخ الاسلام أبحر بعقله وقلبه فى كتاب الله ففتح عليه الوهاب نور العلم والبصيرة هذه الايه أثبتت تفاعل خلايا الجسم مع الايات وعظمته سبحانه ملحوظه ((( الاستلال بالايه ليست لشيخ الاسلام ))) وهذا التفاعل قد يأتى بالزيادة فى الامر المراد زيادته وقد يأتى بالوقف كما سيأتينا فى كتاب الرعاف والنزيف وقديأتى بالسكون كما فى الاوجاع وقد يأتى بدفع الامر كما فى تعسر الولادة والامساك وكل بطبعه ومزاجه كما فصل شيخ الاسلام وبعد هذه المقدمة نقف وقفات مع ماخطه شيخ الاسلام إبن القيم كتاب للحمـــــــى هنا تظهر لنا روعة الفكر وإرتباط القلوب بعلام الغيوب ومنزل الداء بحكمته ورافعه بلطفه سبحانه فبدأ بالله سبحانه وأختار آية توافق الداء إذ أن الحمى من فيح جهنم فوافقت شى من نار الدنيا والتى هى جزء من سبعين فهى الى البرد أقرب ثم إنتقل رحمه الله إلى الدعاء والذى هو سلاح الانبياء والمؤمنين اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فأبدع فى تقديم الطلب بحيث أثبت لله تعالى ربوبيته بل وفى أحب ملائكته وأفضلهم ف جبريل أفضل الملائكة والموكل بالوحى وميكائيل الموكل بأرزاق الخلائق والعافية من الرزق واسرافيل نافخ الصور فمنذالخليقة والى النفخ فهذا مقدار حياة العباد فى الدنيا وكأنه يقول يثنى عليه بعظمة خلقك لمخلوقاتك كلها فى الدنيا ثم أرجع الامر بالشفاء والفضل له سبحانه والثناء عليه بقوله بحولك وقوتك وجبروتك يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله في شرحه لهذا الكنز من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله (( فإن المعنى لا تحول للعبد من حال , إلى حال , ولا قوة له على ذلك إلابالله)) قال الإمام النووي رحمه الله : قال العلماء : سبب ذلك أنّها كلمة اسْتسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعْتراف بالإذعان له ، وأنّه لا صانع غيره ، ولا رادّ لأمره ، وأنّ العبد لا يملك شيئاً من الأمر (إنتهى) فلن ينقلب العبد من السقم إلى الشفاء إلا بأمره سبحانه فتودد له الشيخ بحوله وقوته ثم زاد فى الثناء عليه بجبروته وقهره فى عموم الصفه وتخصيصها هنا بقهر الداء وإبعاده وجبر قلب المريض بلطف شفائه وإسعاد قلبه بتمام العافيه ثم أعاد إثبات الالوهيه والتى هى من أحب الصفات إلى الله سبحانه بقوله إله الحق فأردفها ب آمين توكيدا للطلب وإحسان الظن بجميل العطاء والله تعالى أعلم ونتوقف هنا وللحديث بقيـــــــــــــــــــــه فإن أصبت فمن نفسى ومن الشيطان وإن أصبت فبتوفيق الجليل الرحيم دمتم بألف خير __________________ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً }

08-26-2017	#2
راق ومشرف عام للمنتدى تاريخ التسجيل: Feb 2016 الدولة: الجزائر المشاركات: 1,342 معدل تقييم المستوى: 10	رد: خواص الايات والادعية وإنفعالاتهامع الامراض والامزجة @@@ جزاك الله خيرا شيخنا على هذا المجهود الطيب و جعله الله في ميزان حسناتك __________________ لا حول و لا قوة إلا بالله

08-31-2017	#3
عضو تاريخ التسجيل: Feb 2010 المشاركات: 603 معدل تقييم المستوى: 8	رد: خواص الايات والادعية وإنفعالاتهامع الامراض والامزجة @@@ جزاك الله خيرا على الموضوع __________________

09-04-2017	#4
عضو تاريخ التسجيل: Aug 2017 المشاركات: 276 معدل تقييم المستوى: 1	رد: خواص الايات والادعية وإنفعالاتهامع الامراض والامزجة @@@ بارك الله فيك ونفع بك

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق