أكتب إلى المجهول .. أخط حروفي بيتم إلى من يقرأها .. من أين سأبدأ ..؟ من وطن مسلوب.. أم من جرح معطوب ..؟
من أين أبدأ ..؟ من قلب يبكي وطنه .. أم من عينان تنزفان دماً .. من أين أبدأ ..؟ و ماذا سأقول لكم؟ هل أخبركم
أنني فلسطينية ..؟ أن دمي فلسطيني .. أن عيناي فلسطينية .. خدي .. معصمي .. كل ما فيني فلسطيني .. حتى جرحي ..
فلسطيني ..! فلسطينية أنا .. فلسطينية منعوها من أن تتلمّس تراب وطنها .. فلسطينية .. حجزوا عنها هواء بلادها ..
منعوها من مائه .. و حرموها من زيتونه .. فلسطينية أنا .. فلسطينية تنادي .. تصرخ .. تستغيث .. فهل من مجيب ..؟؟
هل من ملبي للنداء ..؟ انظروا إلي .. انظروا إلى وطني .. عن يميني .. أم تبكي دماً .. و أب يرثي ولده الشهيد ..
عن شمالي .. صبية تترمّل .. و اخرى تغتصب .. من خلفي وليد لم يرَ من الحياة سوى قذيفة تفجرت شظاياها في
جسده الصغير .. و أسير بات يجرب بنفسه أحدث وسائل التعذيب و القتل .. انظروا .. انظروا إلى وطني ..
انظروا إلى تربته الحمراء .. تلك التربة .. التي لا تسقى .. إلا بدماء شهداء أرضها ..
أجيبوني .. كيف لي أن أنسى ..؟ كيف أنسى دماء الشهداء النازفة ..؟ و كيف أنسى تلك المهود الطائرة التي
ينزف الدم من خشبها بحقيقة الموت و الحرمان و الثكل ..؟ كيف أنسى دموع أولئك الآباء .. أولئك الذين
فقدوا أطفالهم في الساحات و المدارس .. عندما امتزج الدم بالحبر .. و غرقت الممحاة المقضومة في الدم .. ؟!
أجيبوني .. هل لكم أن تحصوا عدد الأطفال و البالغين ممن قتلوا .. ؟! .. و إن استطعتم ذلك .. فستعجزون
حتماً .. عن إحصاء الدموع و الأحزان .. أرجوكم .. انهضوا من سباتكم .. و انظروا حولكم ..كفاكم نوماً ..
كفاكم صمتاً .. كفاكم تجاهلاً .. نحن لا نريد مقالات تضامن و تشجيع .. لا نريد كلاماً و أقولاً .. نريد فعلاً ..
انهضوا .. ابحثوا عن صلاح الدين .. أحضروه لنا .. عله يحرر لنا أقصانا .. استيقظوا .. برب السماء استيقظوا ..
تعاونوا توحدوا .. فهكذا لن نفعل شيئاً .. ضعوا أيديكم بأيدي بعض .. و انهضوا بعزيمة .. فوحدنا لا يمكن
أن نفعل شيئاً .. كتبت لكم .. نزفت لكم جرحي و ألمي .. فهل تسمعوني ؟؟!!
وإن كنتم لم تسمعوني فحسبنا الله ونعم الوكيل في أمة باعت أقصاها