كثيراً ما نسمع أن فلاناً قد أنتقل إلى بيت جديد أو أفتتح مشروعاً تجارياً أو صناعياً أو خدمياً جديداً ثم لم يلبث و تتابعت عليه المصائب و البلايا بعد إنتقاله أو افتتاحه لمشروعه بدون أسباب واقعية واضحة، حتى أن بعضهم يقول: العتبة وشها وحش عليه .. و هذا بالطبع قول خاطىء و لا يصح، فالدار الجديدة أو العمل الجديد هو رزق من الله عز و جل و ينبغى أن نحمد الله عز و جل عليه و نصونه و نحفظه، و كما نحافظ على المرافق الخاصة بالدار و نتخذ الإحتياطات فإن البيوت الجديدة و أماكن العمل تحتاج إلى تحصين ضد العين و الحسد لأن الجديد دائماً ملفت للنظر بسبب رونقه و جماله فى بداياته.
لذلك فإن من ينعم الله عز و جل عليه ببيت جديد أو مقر عمل جديد عليه أن يلجأ بتحصينه من العين و الحسد،و بالأخص فى فترة البدايات الأولى و التى يكثر فيها الزيارات من الأقارب و المعارف و الأصدقاء أو الجيران و الذين قد يصيبون هذه الأعيان العقارية بالعين أو بالحسد سواء بقصد أو بدون قصد.
و إجراءات التحصين تكون كما يلى:
1- إدراك الإنسان و إعتقاده الجازم و يقينه بأن هذه النعمة من عند الله وحده و ليست بسبب ذكاءه أو إجتهاده أو تفوقه، فالمنعم هو الله عز و جل ، و كم من مجتهد ذكى متفوق أكثر منك و لم يحصل على ما حصلت أنت عليه، و صدق الله عز و جل إذا يقول: "و ما بكم من نعمة فمن الله"
2- حمد الله و شكره على النعمة الجديدة بالقلب و اللسان بشكل مستمر و أن يكون يقين الإنسان أنه مهما حمد الله و شكره فإنه لن يوفيه حق شكره و حمده، و لكن فقط يجتهد فى الحمد و الشكر بقدر المستطاع و يكون الحمد بالقلب و اللسان، قال الله عز و جل: "لئن شكرتم لأزيدنكم"، فالشكر موجب للزيادة، و عدم الشكر موجب للنقصان و التلف
3- كلما أنعم الله عليك بنعمة جديدة فتصدق و جتهد أن تكون صدقة سر، فالنبى صلى الله عليه و سلم يقول: "و صدقة السر تقى مصارع السوء"، كما أنك مثلاً إذا أنتقلت من دارك القديم إلى دار جديدة، و أشتريت أثاث جديد، قم بتجديد الأثاث القديم و أصلحه ثم تصدق به، فى النهاية ثمن بيع الأثاث المستعمل قليل، و أنت قد فتح الله عز و جل لك و رزقك لتشترى الجديد، فلا داعى لبيعه بثمن بخس، و لا داعى للكراكيب التى لا فائدة منها، قم بتجديد التوالف و أجعلها صالحة للاستعمال ثم تصدق بها على أسرة فقيرة، فإن النبى صلى الله عليه و سلم كان يأمر من بلى ثوبه (تلف ثوبه) أن يتصدق به بعد أن يشترى ثوباً جديداً، لن هناك من يعتبرون هذا الثوب القديم أملاً لهم .. و كذلك أثاث بيتك القديم أو عدد عملك القديم هى أيضاً حلم للكثيرين، فإذا أنعم الله تعالى عليك بالجديد فتصدق بالقديم بعد أن تصلحه و تهيأه و أعلم أن صدقتك تقع فى يد الله أولاً، فلا تجعل ما يقع فى يد الله مما لا تقبله على نفسك
4- كلما داخلت دارك أو تجارتك أو عمارتك أو مصنعك أذكر الله و قل: بسم الله ... و إن أعجبك شىء من دارك الجديد و أثاثه ديكوارته فقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، اللهم بارك، فإن أكثر ما يقع من العين يكون من صاحب النعمة نفسه .... فكثيراً ما يحسد الإسنسان نفسه أو زوجته أو أولاده من دون قصد لمجرد أنه أُعجب بهم، لذلك أذكر الله كثيراً و أدع لنفسك بالبركة و علم زوجتك و أولادك أن يفعلوا نفس الشىء
5- قراءة سورة البقرة فى البيت أو محل العمل كل ثلاثة أيام، و القراءة أفضل من إستماع الإسطوانات أو الراديو طبعاً
6- رقية البيت برقية التحصين، و تكون بأن يحضر صاحب البيت أو أحد أهل البيت إناء به ماء نظيف طاهر و يقرأ عليه ما يلى:
- سورة الفاتحة 7 مرات
- أول أربع أيات من سورة البقرة
- آية الكرسى ثلاث مرات
- أخر آيتين من سورة البقرة
- قراءة العشر آيات الأولى من سورة الصافات
- قراءة أول سورة يس حتى قول الله " و جعلنا من بين أيديهم سداً ... الأية حتى نهايتها" و يكرر هذه الأية 3 مرات
- قراءة سورة الملك و يكرر قول الله "فأرجع البصر هل ترى من فطور، ثم أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خائاً و هو حسير" ثلاث مرات
- قراءة سورة الكافرون
- قراءة سور الإخلاص و المعوذتين كل واحدة ثلاث مرات
- يدعو و يقول: "أعوذ بكلمات التامة من كل شيطان و هامة و من كل عين لامة" (3 مرات)
- يدعو يقول "حسبنا الله و نعم الوكيل" (3 مرات)
- يدعو و يقول "بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض و لا فى السماء و هو السميع العليم" (3 مرات)
و فى النهاية ينفث فى إناء الماء، و النفث أقل من البصاق، بحيث مع كل نفخة من فمه يخرج بعض رذاذ الريق لمن قرأ على الماء، ثم بعد ذلك يتم إضافة عطر العود أو المسك الأبيض المتسلق أو المسك الأحمر (بحسب العطر المفضل لأهل البيت) و لكن يتم حل زيت العطر مع الحفاظ على تركيزه العالى و يتم صب العطر المحلول فى الماء و التقليب باليدين
ثم بعد ذلك يتم صب الماء المقروء عليه الرقية فى وعاء بغطاء (جيركن كبير مثلاً) و يتم حفظه فى مكان بعيد عن النجاسات و بعيد عن الحمام و دورات المياه، ثم يتم صب كمية منه فى زجاجة ببخاخة و يتم رش أركان البيت و خلف قطع الأثاث و باب البيت من الخارج و تحت العتبة مع مراعاو عدم المشى بعليها إلا بعد أن يجف الماء المرشوش، و الرش يكون خفيفاً جداً و ليس بكثرة حتى لا تتلف الحوائط و لا يسبب بقعاً للمفروشات و لا يتسبب فى تعطين الأرضيات و يتم رش كل المنزل أو مكان العمل عداً الحمامات بهذا الماء و أثناء الرش يدعو الإنسان بالبركة و يذكر الله و يكثر من قول: "فالله خيرٌ حافظاً و هو أرحم الراحمين"
هذا فى البداية ثم بعد كل زيارة تهنئة من الزيارات المعتادة عند الإنتقال و بعد إنصراف الضيوف يقوم بتعبئة البخاخة و رش اليت بنفس الطريقة مرة أخرى
هذه الطريقة نافعة جداً إن شاء الله، و تعطر جو البيت، و معلوم أن الملائكة تحب الإقامة فى البيوت العطرة كما أن الشياطين تحب الإقامة فى الأماكن القذرة و تنفر من الروائح الطيبة، و ننصح بهذه الرقية و بالأخص خلال الشهر الأول، و على كل الأحوال من يجربها سيحبها و سيستمر عليها مدى حياته لأنها تبعث بالطمأنينة فى نفوس أهل البيت و تعطر البيت و إن شاء الله لا يصيب البيت أو مكان العمل أى ضرر من عين أبداً بإذن الله عز و جل

بارك الله فيك

و فيكم بارك

بارك الله فيك