قصيدة ( بك أستجير و من يجير سواكا)

10-24-2016

هذه القصيدة هي للشاعر السوداني : إبراهيم علي بديوي رحمه الله

بك أستجير ومـن يجير سواكـا * * * فأجرْ ضعيفـاً يحتمي بحماكـا
إني ضعيف أستعين علـى قِوى * * * ذنبي ومعصيتي ببعـض قِواكـا
أذنبت يـا ربي وآذتنـي ذنـوبٌ * * * مالهـا مـن غافـر إلاكــا
دنيـاي غرَّتني وعفـوك غرَّنـي * * * ما حيلتـي في هـذه أو ذاكـا
يـا مدْرك الأبصار والأبصـار لا * * * تـدري لـه ولكُنْهِـه إدراكـا
إنْ لم تكن عيني تـراك فإننـي * * * في كل شيء أستبين عُلاكـا

يـا مُنبِت الأزهـار عاطرةَ الشذا * * * هذا الشذا الفواحُ نفحُ شذاكـا
رباه ها أنا ذا خلصت مـن الهوى * * * واستقبل القلب الخليُّ هواكـا
وتركـت أُنسي بالحيـاة ولهوهـا * * * ولقيتُ كـلَّ الأنس في نجواكـا
ونسيت حبي واعتزلـت أحـبتي * * * ونسيت نفسي خوفَ أنْ أنساكا
أنا كنتُ يـا ربي أسير غشـاوة * * * رانتْ علـى قلبـي فضلَّ سناكـا
واليوم يـا ربي مسحتُ غشاوتي * * * وبـدأت بالقلب البصيـر أراكـا

يا غـافر الذنب العظيم وقابـلاً * * * للتـوب قلـباً تائـبـاً ناجاكـا
يا رب جئتك ثاوياً أبكـي علـى * * * مـا قدمتْـه يـداي لا أتبـاكـى
أخشى من العْرض الرهيب عليك يا * * * ربـي وأخشى منـك إذ ألقاكـا
يا رب عـدت إلى رحابك تائبـاً * * * مستسلماً مستمسكـاً بعُـراكـا

مـالي ومـا للأغنيـاء وأنـت يـا * * * ربـي الغنيُّ ولا يُحـدُّ غنـاكـا
مالي ومـا للأقويـاء وأنـت يـا * * * ربي عظيـم الشـأن مـا أقواكـا
إني أويتُ لكل مأوى في الحيـا * * * ة فمـا رأيت أعـزَّ مِـن مأواكـا
وتلمستْ نفسي السبيلَ إلى النجا * * * ة فلم تجد منجـى سـوى منجاكـا
وبحثت عن سر السعـادة جاهـداً * * * فوجدت هذا السرَّ فـي تقواكـا
فليرضَ عني الناسُ أو فليسخطـوا * * * أنا لم أعُد أسعـى لغيـر رضاكـا
أدعـوك ياربـي لتغفـرحوبتـي * * * وتعينـني وتمـدّنـي بهـداكـا
فاقبلْ دعائـي واستجبْ لرجاوتـي * * * ما خاب يوماً من دعـا ورَجاكـا

يا ربُّ هذا العصر ألحـد عندمـا * * * سخَّرتَ يا ربـي لـه دنيـاكـا
ما كان يطلـق للعـلا صاروخَـه * * * حتـى أشـاح بوجهـه وقلاكـا
أو مـا درى الإنسـان أن جميع مـا * * * وصلت إليه يـداه مـن نُعماكـا
يا أيهـا الإنسـان مهـلاً واتئـد * * * واشكر لربك فضْلَ مـا أولاكـا
أفـإن هـداك بعلمـه لعجيبـةٌ * * * تـزورُّ عنـه وينثنـي عِطفاكـا

قـل للطبيب تخطَّفته يـد الـردى * * * يا شافـي الأمراض من أرداكـا ؟
قـل للمريض نجا وعـوفي بعدمـا * * * عجزتْ فنونُ الطب ، من عافاكا ؟
قـل للصحيح يموت لا مـن علـةٍ * * * مَن بالمنايا يا صحيـح دهاكـا ؟
قـل للجنين يعيـش معـزولاً بـلا * * * راع ٍ ومرعى ما الذي يرعاكـا ؟
قـل للوليد بكى وأجهـش بالبكـا * * * عند الولادة ما الـذي أبكاكـا ؟

وإذا تـرى الثعبـان ينفـث سمَّـه * * * فاسأله من ذا بالسموم حشاكـا؟
واسـأله كيـف تعيش يا ثعبـانُ أو * * * تحيا وهذا السـمُّ يمـلأ فاكـا؟
واسـأل بطونَ النحل كيف تقاطرتْ * * * شهداً وقل للشهد مـن حلاكـا؟
بل سـائل اللـبنَ المصفـى كان بيـ * * * ـن دم وفرث مـن الـذي صفاكا؟

وإذا رأيـت الحـيَّ يخرج من ثنايـ* * * ـا ميِّت فاسألـه مـن أحيـاكـا؟
قـل للهواء تحسُّه الأيدي ويخفـى * * * عن عيون الناس مـن أخفاكـا؟
وإذا رأيـت البدر يسـري ناشـراً * * * أنواره فاسألـه مـن أسراكـا؟
وإذا رأيـت النخل مشقوقَ النـوى * * * فاسأله من يا نخل شقَّ نواكـا؟

وإذا رأيـتَ النـارَ شـبّ لهيبُهـا * * * فاسأل لهيبَ النار من أوراكـا؟
وإذا تـرى الجبـل الأشم مناطحـاً * * * قممَ السحاب فسلْه من أرساكا؟
وإذا تـرى صخراً تفجَّـر بالميـاه * * * فسله من بالماء شـقَّ صفاكـا؟
وإذا رأيـتَ النهر بالعـذب الزلال * * * جرى فسله من الـذي أجراكـا؟
وإذا رأيـت البحر بالملح الأُجـاج * * * طغى فسله مـن الـذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليـلَ يغشـى داجيـاً * * * فاسأله من يا ليل حـاك دُجاكا؟
وإذا رأيت الصبـحَ يسفر ضاحيـا * * * فاسأله من يا صبح صاغ ضُحاكا؟

هذي العجائـبُ طالما أخـذَتْ بهـا * * * عينـاك وانفتحـت بهـا أذناكا
والله فـي كـل العجائـب مبـدِع * * * إن لم تكن لتـراه فهـو يراكـا
يا أيهـا الإنسـان مهـلاً مـالذي * * * بالله جل جـلالـه أغـراكـا؟
فـاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا * * * لابـدَّ يوماً تنتـهـي دنيـاكا
وتكـون في يـوم القيامـة ماثـلاً * * * تجزى بما قـد قدمتْـه يداكـا

10-30-2016

جزاكم الله عنا كل خيرا

10-31-2016

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاعل خير

جزاكم الله عنا كل خيرا

بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على مرورك الكريم و دعائك الطيب

10-24-2016	#1
راق ومشرف عام للمنتدى تاريخ التسجيل: Feb 2016 الدولة: الجزائر المشاركات: 1,083 معدل تقييم المستوى: 10	قصيدة ( بك أستجير و من يجير سواكا) هذه القصيدة هي للشاعر السوداني : إبراهيم علي بديوي رحمه الله بك أستجير ومـن يجير سواكـا * * * فأجرْ ضعيفـاً يحتمي بحماكـا إني ضعيف أستعين علـى قِوى * * * ذنبي ومعصيتي ببعـض قِواكـا أذنبت يـا ربي وآذتنـي ذنـوبٌ * * * مالهـا مـن غافـر إلاكــا دنيـاي غرَّتني وعفـوك غرَّنـي * * * ما حيلتـي في هـذه أو ذاكـا يـا مدْرك الأبصار والأبصـار لا * * * تـدري لـه ولكُنْهِـه إدراكـا إنْ لم تكن عيني تـراك فإننـي * * * في كل شيء أستبين عُلاكـا يـا مُنبِت الأزهـار عاطرةَ الشذا * * * هذا الشذا الفواحُ نفحُ شذاكـا رباه ها أنا ذا خلصت مـن الهوى * * * واستقبل القلب الخليُّ هواكـا وتركـت أُنسي بالحيـاة ولهوهـا * * * ولقيتُ كـلَّ الأنس في نجواكـا ونسيت حبي واعتزلـت أحـبتي * * * ونسيت نفسي خوفَ أنْ أنساكا أنا كنتُ يـا ربي أسير غشـاوة * * * رانتْ علـى قلبـي فضلَّ سناكـا واليوم يـا ربي مسحتُ غشاوتي * * * وبـدأت بالقلب البصيـر أراكـا يا غـافر الذنب العظيم وقابـلاً * * * للتـوب قلـباً تائـبـاً ناجاكـا يا رب جئتك ثاوياً أبكـي علـى * * * مـا قدمتْـه يـداي لا أتبـاكـى أخشى من العْرض الرهيب عليك يا * * * ربـي وأخشى منـك إذ ألقاكـا يا رب عـدت إلى رحابك تائبـاً * * * مستسلماً مستمسكـاً بعُـراكـا مـالي ومـا للأغنيـاء وأنـت يـا * * * ربـي الغنيُّ ولا يُحـدُّ غنـاكـا مالي ومـا للأقويـاء وأنـت يـا * * * ربي عظيـم الشـأن مـا أقواكـا إني أويتُ لكل مأوى في الحيـا * * * ة فمـا رأيت أعـزَّ مِـن مأواكـا وتلمستْ نفسي السبيلَ إلى النجا * * * ة فلم تجد منجـى سـوى منجاكـا وبحثت عن سر السعـادة جاهـداً * * * فوجدت هذا السرَّ فـي تقواكـا فليرضَ عني الناسُ أو فليسخطـوا * * * أنا لم أعُد أسعـى لغيـر رضاكـا أدعـوك ياربـي لتغفـرحوبتـي * * * وتعينـني وتمـدّنـي بهـداكـا فاقبلْ دعائـي واستجبْ لرجاوتـي * * * ما خاب يوماً من دعـا ورَجاكـا يا ربُّ هذا العصر ألحـد عندمـا * * * سخَّرتَ يا ربـي لـه دنيـاكـا ما كان يطلـق للعـلا صاروخَـه * * * حتـى أشـاح بوجهـه وقلاكـا أو مـا درى الإنسـان أن جميع مـا * * * وصلت إليه يـداه مـن نُعماكـا يا أيهـا الإنسـان مهـلاً واتئـد * * * واشكر لربك فضْلَ مـا أولاكـا أفـإن هـداك بعلمـه لعجيبـةٌ * * * تـزورُّ عنـه وينثنـي عِطفاكـا قـل للطبيب تخطَّفته يـد الـردى * * * يا شافـي الأمراض من أرداكـا ؟ قـل للمريض نجا وعـوفي بعدمـا * * * عجزتْ فنونُ الطب ، من عافاكا ؟ قـل للصحيح يموت لا مـن علـةٍ * * * مَن بالمنايا يا صحيـح دهاكـا ؟ قـل للجنين يعيـش معـزولاً بـلا * * * راع ٍ ومرعى ما الذي يرعاكـا ؟ قـل للوليد بكى وأجهـش بالبكـا * * * عند الولادة ما الـذي أبكاكـا ؟ وإذا تـرى الثعبـان ينفـث سمَّـه * * * فاسأله من ذا بالسموم حشاكـا؟ واسـأله كيـف تعيش يا ثعبـانُ أو * * * تحيا وهذا السـمُّ يمـلأ فاكـا؟ واسـأل بطونَ النحل كيف تقاطرتْ * * * شهداً وقل للشهد مـن حلاكـا؟ بل سـائل اللـبنَ المصفـى كان بيـ * * * ـن دم وفرث مـن الـذي صفاكا؟ وإذا رأيـت الحـيَّ يخرج من ثنايـ* * * ـا ميِّت فاسألـه مـن أحيـاكـا؟ قـل للهواء تحسُّه الأيدي ويخفـى * * * عن عيون الناس مـن أخفاكـا؟ وإذا رأيـت البدر يسـري ناشـراً * * * أنواره فاسألـه مـن أسراكـا؟ وإذا رأيـت النخل مشقوقَ النـوى * * * فاسأله من يا نخل شقَّ نواكـا؟ وإذا رأيـتَ النـارَ شـبّ لهيبُهـا * * * فاسأل لهيبَ النار من أوراكـا؟ وإذا تـرى الجبـل الأشم مناطحـاً * * * قممَ السحاب فسلْه من أرساكا؟ وإذا تـرى صخراً تفجَّـر بالميـاه * * * فسله من بالماء شـقَّ صفاكـا؟ وإذا رأيـتَ النهر بالعـذب الزلال * * * جرى فسله من الـذي أجراكـا؟ وإذا رأيـت البحر بالملح الأُجـاج * * * طغى فسله مـن الـذي أطغاكا؟ وإذا رأيت الليـلَ يغشـى داجيـاً * * * فاسأله من يا ليل حـاك دُجاكا؟ وإذا رأيت الصبـحَ يسفر ضاحيـا * * * فاسأله من يا صبح صاغ ضُحاكا؟ هذي العجائـبُ طالما أخـذَتْ بهـا * * * عينـاك وانفتحـت بهـا أذناكا والله فـي كـل العجائـب مبـدِع * * * إن لم تكن لتـراه فهـو يراكـا يا أيهـا الإنسـان مهـلاً مـالذي * * * بالله جل جـلالـه أغـراكـا؟ فـاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا * * * لابـدَّ يوماً تنتـهـي دنيـاكا وتكـون في يـوم القيامـة ماثـلاً * * * تجزى بما قـد قدمتْـه يداكـا __________________ لا حول و لا قوة إلا بالله

10-30-2016	#2
مشرفا عاما لمنتديات بيت المقدس تاريخ التسجيل: Nov 2011 الدولة: المغرب. المشاركات: 1,404 معدل تقييم المستوى: 10	رد: قصيدة ( بك أستجير و من يجير سواكا) جزاكم الله عنا كل خيرا

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق